مسلمه
..::عـضـو ذهـبـي::..
عدد المساهمات : 74 تاريخــ التسجيلــ : 29/06/2010 العمر : 28
| موضوع: جهاد النفس والشيطان الخميس يوليو 08, 2010 8:38 pm | |
| جهاد النفس والشيطان وصلته بقتال الكفار(1) ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعاً عن جهاد العبد نفسه في ذات الله، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمجاهر من هجر ما نهى الله عنه»(2)، كان جهاد النفس مقدماً على جهاد العدو في الخارج، وأصلا له، فإنه مالم يجاهد نفسه أولا لتفعل ما أمرت به، وتترك ما نهيت عنه، ويحاربها في الله، لم يمكنه جهاد عدوه في الخارج، فكيف يمكنه جهاد عدوه والانتصاف منه، وعدوه الذي بين جنبيه قاهر له، متسلط عليه، لم يجاهده، ولم يحاربه في الله، بل لا يمكنه الخروج إلى عدوه، حتى يجاهد نفسه على الخروجفهذان عدوان قد امتحن العبد بجهادهما، وبينهما عدو ثالث، لايمكنه جهادهما إلا بجهاده، وهو واقف بينهما يثبط العبد عن جهادهما، ويخذله ويرجف به، ولا يزال يخيل له ما قي جهادهما من المشاق، وترك الحظوظ ، وفوت اللذات، والمشتهيات، ولا يمكنه أن يجاهد ذينك العدوين إلا بجاهده، فكان جهاده هو الأصل لجهادهما، وهو الشيطان، قال -تعالى-: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} [فاطر : 6]، والأمر باتخاذه عدوا تنبيه على استفراغ الوسع في محاربته ومجاهدته، كأنه عدو لايفتر، ولا يقصر عن محاربة العبد على عدد الأنفاسفهذه ثلاثة أعداء، أمر العبد بمحاربتها وجهادها، وقد بلي بمحاربتها في هذه الدار، وسلطت عليه امتحانا من الله وابتلاء، فأعطى الله العبد مدداً وعدة وأعواناً وسلاحاً لهذا الجهاد، وأعطى أعداءه مدداً وعُدَّةً وأعواناً وسلاحاً، وبلا أحد الفريقين بالآخر، وجعل بعضهم لبعض فتنة ليبلو أخبارهم، ويمتحن من يتولاه، ومن يتولَّى رسُلَهُ ممن يتولى الشيطان وحزبه، كما قال -تعالى-: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيراً} [الفرقان:20]، وقال -تعالى-: {ذلك ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض} [محمد:4]، وقال -تعالى-: {ولنبلونَّكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم} [محمد:31]، فأعطى عباده الأسماع والأبصار، والعقول والقوى، وأنزل عليهم كتبه، وأرسل إليهم رسله، وأمدَّهم بملائكته، وقال لهم: {أنَّى معكم فتثبِّتوا الذين آمنوا} [الأنفال:12]، وأمرهم من أمرهم بما هو من أعظم العون لهم على حرب عدوهم، وأخبرهم أنهم إن امتثلوا ما أمرهم به، لم يزالوا منصورين على عدوه وعدوهم، وأنه إن سلَّطه عليهم، فلتركهم بعض ما أُمروا به، ولمعصيتهم له، ثم لم يؤيسهم، ولم يقنِّطهم، بل أمرهم أن يستقبلوا أمرهم، ويداووا جرحاهم، ويعودوا إلى مناهضة عدوهم فينصرهم عليهم، ويظفرهم بهم، فأخبرهم أنه مع المتقين منهم، ومع المحسنين، ومع الصابرين، ومع المؤمنين، وأنه يدافع عن عباده المؤمنين ما لا يدافعون عن أنفسهم، بل بدفاعه عنهم انتصروا على عدوِّهم، ولولا دفاعه عنهم لتخطَّفهم عدوهم واجتاحهم وهذه المدافعة عنهم بحسب إيمانهم، وعلى قدره، فإن قَوِيَ الإيمان قويت المدافعة، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه | |
|
Admin
..::الاداره::.
عدد المساهمات : 182 تاريخــ التسجيلــ : 03/06/2010
| موضوع: رد: جهاد النفس والشيطان الخميس يوليو 08, 2010 9:03 pm | |
| | |
|